على مدى السنتين الماضيتين تركت الحرب آثارا نفسية عميقة من خوف وقلق لدى أطفال السودان فقد حرمت الكثير منهم حقهم الطبيعي من التعليم والطمأنينة والأمان وسرقت براءتهم وحولت عالمهم الصغير إلى كابوس وهلع من أصوات الانفجارات ومشاهد النزوح إلى المجهول وحتى الأطفال الذين هم في المناطق الآمنة لم ينجو من تلك الآثار فقد ظلوا خارج العملية التعليمية لفترات طويلة مما انعكس سلبا على تحصيلهم الأكاديمي فضلا عن الآثار الاجتماعية والنفسية و رغم تلك الأجواء الحزينة جاء اليوم الترفيهي الذي افرد مساحة للتنفيس عن الألم ومنح لحظات استثنائية للفرح، يعيد البسمة للأطفال ومن هنا نظّم مركز الألق للخدمات الصحفية، بالشراكة مع منظمة اليونيسف، وبالتعاون مع وزارة الرعاية الاجتماعية ومجلس رعاية الطفولة بولاية نهر النيل، يومًا ترفيهيًا للأطفال النازحين وأسرهم في مركز إيواء بمدرسة نهر عطبرة، وذلك في 9 أغسطس 202 بمشاركة واسعة من جهات رسمية ومجتمعية.
وخلال الفعالية، أوضحت تهاني سعدان، منسقة مشروع سليمة " أن الهدف من الاحتفالية الترفيه عن الأطفال النازحين واسرهم"،
وإيصال رسائل توعوية من خلال الدراما، حول قضايا مثل التحرش وعمالة الأطفال، بالإضافة إلى تعريفهم بأرقام الخط الساخن للإبلاغ عن الانتهاكات.
من جانبها، رحبت الأستاذة إقبال الأمين، الأمينة العامة لمجلس رعاية الطفولة، بالحضور، معربة عن تقديرها لمجهودات مركز الألق ومنظمة اليونيسف في حماية حقوق الطفل وتعزيز الوعي المجتمعي.
تحديات النزوح.....
على ذات السياق تحدثت ست البنات باحثة اجتماعية بوزارة الرعاية الاجتماعية قسم ذوي الإعاقة عن اليوم مشيدة ب القائمين على أمر الاحتفال مركز الألق واليونسيف موضحة أن هنالك عدد من الرسائل مناط تنفيذه بهذا المعسكر هي التوعية بموضوع سليمة وزواج الطفلات لأهمية ذلك،ومن جانبها أضافت ماجدة باحثة اجتماعية بمركز الإيواء أن هذا الاحتفال كان مميز فرح فيه الأطفال وأسرهم
حيث تضمن البرنامج فقرات من الأناشيد والمسرح المتحرك للعرائس الذي حمل رسائل هادفة وأغاني تفاعل معها الحضور خاصة تلك التي حملت عبارات مؤثرة وفاعلة ( التحرش أكبر جريمة) كما رددوا من خلالها أرقام للتبليغ حماية الأسرة والطفل (٩٦٩٦) وكذلك الاتصال ب٦٦٦٤ وهو الخط الساخن للمنظمات.
الأمل رغم ثقل الحرب...
ورغم أن الحرب وما تخلّفه من آثار ما تزال تلقي بظلالها الثقيلة على حياة الأطفال وأسرهم، فإن هذا اليوم الترفيهي أثبت أن الأمل لا يزال ممكنًا، وأن مبادرات كهذه قادرة على منحهم فسحة من الفرح وفرصة لاستعادة شعورهم بالأمان. ومع استمرار الجهود المشتركة بين المنظمات والجهات الرسمية والمجتمعية، يبقى حلم الطفولة الآمنة والابتسامة الصادقة هدفًا يستحق العمل من أجله كل يوم.