(5)
العوامل الثقافية والدينية والاجتماعية التي تؤدي إلى إجراء عمليات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية
تختلف أسباب إجراء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث من إقليم لأخر وكذلك على مر الزمن، وتتضمن مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية داخل الأسر والمجتمعات المحلية. ومن أكثر الأسباب شيوعا لهذه الممارسة ما يلي:
أن يكون تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أحد الأعراف الاجتماعية (المعايير الاجتماعية)، والضغوط الاجتماعية للتماشي مع ما يفعله الآخرون أو ما ألفوا فعله، كما تعتبر الحاجة إلى التقبل الاجتماعي والخوف من الرفض المجتمعي، من الدوافع القوية لإجراء هذه الممارسة. وفي بعض المجتمعات، يلتزم الجميع تقريباً بإجراء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية دون جدال.
كثيراً ما يُنظر إلى تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية كإحدى الممارسات الضرورية لتنشئة الفتاة بطرق سليمة، وأحد السُبل لإعدادها لمرحلة البلوغ والزواج.
كثيراً ما يجري تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بدواع المعتقدات التي تحدّد السلوكيات الجنسية السليمة وتربط بين هذه الممارسة وبين العذرية السابقة للزواج والإخلاص بين الزوجين. ويرى البعض أنّ هذه الممارسة تحدّ من شهوة المرأة وتساعدها على مقاومة العلاقات الجنسية "غير الشرعية". فمن المتوقع، عندما يتم سدّ الفوهة المهبلية أو تضييقها (النوع 3 أعلاه) مثلاً، أن يسهم الخوف من الألم المرتبط بعملية فتحها أو الخوف من علم الغير بتلك العملية، في حثّ النساء اللائي خضعن لهذا النوع من أنواع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على تجنّب الاتصال الجنسي "غير الشرعي".
يميل البعض إلى الربط بين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وبين زيادة نسب فرص الزواج.
ويرتبط تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بالمثل الثقافية العليا للأنوثة والتواضع، والتي تتضمن مفهوم أن الفتيات يكن أنظف وأجمل بعد إزالة أجزاء الجسم التي تعتبر غير نظيفة أوغير أنثوية أو ذكورية.
على الرغم من عدم وجود أحكام دينية تدعو إلى اتّباع هذه الممارسة، فإنّ من يمارسونها يعتقدون، في كثير من الأحيان، أنّ لها أسساً دينية.
يتخذ القادة الدينيون مواقف متباينة بخصوص تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية: فبعضهم يشجعها وبعضهم يرى أنّ لا علاقة لها بالدين والبعض الآخر يسهم في المساعي الرامية إلى التخلّص منها.
يمكن لهياكل السلطة والنفوذ المحلية، مثل القادة المجتمعيين والقادة الدينيين والخاتنات وحتى بعض العاملين الطبيين، الإسهام في وقف هذه الممارسة.
يُعتبر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، في معظم المجتمعات التي تمارسه، من التقاليد الاجتماعية، ويُستخدم ذلك كمبرّر للاستمرار فيه.
ميل بعض المجتمعات إلى اعتماد هذه الممارسة في الآونة الأخيرة ناجم عن تقليد الأعراف المتبّعة في المجتمعات المجاورة. وقد يبدأ اتّباع هذه الممارسة، أحياناً، ضمن حركة واسعة لإحياء الإرث الديني أو التقليدي.